Admin Admin
عدد الرسائل : 4249
العمر : 30
مكان الاقامة : الأردن
المهنه :
السٌّمعَة : 2
نقاط : 32659
تاريخ التسجيل : 10/11/2007
| موضوع: الاستغفار أمان من العذاب الخميس يناير 17, 2008 10:57 pm | |
| الاستغفار أمان من العذاب
من سمات الإسلام أنه دين واقعي، يعالج المشكلات بواقعية تراعي أحوال الناس المعيشة، وتهتم بمتطلبات النفس البشرية، ولا تغفل عن احتياجاتها، ومن مقتضيات ذلك أنه شرع من الأعمال والواجبات ما يكون بها إشباع لتلك الغرائز، وتلبية لتلك المتطلبات والضروريات، فالإسلام حينما حرم الزنا، راعى حاجة الإنسان الغريزية في قضاء وطره، وإشباع شهوته، بأن شرع له الزواج ليكون من مقاصده تحقيق ذلك المطلب،وسد تلك الحاجة البشرية، بما يتوافق مع الشرع الحنيف وأحكام الدين.
ولأن الإنسان من طبيعته الوقوع في المعاصي، ومقارفة الذنوب، فإن الإسلام برحمته الواسعة، ومراعاته لتلك الطبيعة الإنسانية، التي تتصارع فيها نوازع الخير والشر، وتضطرم فيها دواعي الاستقامة والمداومة على الطاعة، مع إغراءات الشيطان ووسوسته المحرضة على المعاصي والذنوب، قد فتح باب الرجوع والإياب إلى رحاب الطاعة،وحرض على الاستغفار وجعله باباً مفتوحاً مشرعاً إلى يوم القيامة، إن دخلته الأمة وأتقنت ممارسته اتخذت لنفسها بذلك أماناً من العذاب، وحصناً تلوذ به ينجيها من العقاب.
يقول الله تعالى:"وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال:33). قال ابن عباس:"إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم، فأمان قبضه الله إليه وأمان بقي فيكم". يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني». (رواه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك. صححه الألباني).
من صفات المؤمنين المتقين التي بينها القرآن الكريم، أنهم إذا ما أصابهم الشيطان بإغوائه ووسوسته وإضلاله، فإنهم سرعان ما يتذكرون ويرجعون، لأنهم أصحاب نفوس لوامة تلومهم وتؤنبهم على فعل المعاصي والذنوب،وهم حينما تغلبهم شهوات أنفسهم، أو يقعون تحت سيطرة الشيطان، فإن إيمانهم الكامن في قلوبهم سرعان ما ينتفض ويتحرك ليردهم إلى الجادة والطريق المستقيم باحداث التوبة،وممارسة الاستغفار.
يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ"(الأعراف:201). يقول تعالـى ذكره ـ كما يقول ابن جرير في تفسيره ـ إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا الله من خـلقه، فخافوا عقابه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه إذَا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا يقول: إذا ألـمّ بهم طيف من الشيطان من غضب أو غيره مـما يصدّ عن واجب حقّ الله علـيهم، تذكَّروا عقاب الله وثوابه ووعده ووعيده، وأبصروا الحقّ فعملوا به، وانتهوا إلـى طاعة الله فـيـما فرض علـيهم وتركوا فـيه طاعة الشيطان.
يقول تعالى في آيات سورة آل عمران مبيناً صفات المتقين والتي منها قوله:"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"(آل عمران:135).يقول ابن تيمية في بيان ذلك: قيل الفاحشة الزنا، وقيل: كل كبيرة، وظلم النفس المذكور معها. قيل: هو فاحشة أيضاً. وقيل: هي الصغائر. وهذا يوافق قول من قال: الفاحشة هي الكبيرة، فيكون الكلام قد تناول الكبيرة والصغيرة، ومن قال: الفاحشة الزنا، يقول: ظلم النفس يدخل فيه سائر المحرمات،وقيل: الفاحشة الزنا، وظلم النفس ما دونه من اللمس والقبلة والمعانقة، وقيل: هذا هو الفاحشة، وظلم النفس المعاصي، وقيل: الفاحشة فعل وظلم النفس قول.
والتحقيق أن ظلم النفس جنس عام يتناول كل ذنب، وفي الصحيحين: أن أبا بكر قال: يا رسول الله! علمني دعاءً أدعو به في صلاتي فقال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
إن من أسماء الله تعالى الغفار والغفور والتواب والعفو ، فكيف تتحقق تلك الأسماء الحسنى للرب سبحانه؟ فإذا لم يكن عباد يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم كيف سيتحقق اسمه الغفار؟ وإذا لم يكن هناك عباد يواقعون المعاصي فيتوبون ويندمون فيتوب عليهم كيف سيتحقق اسمه التواب؟ قال تعالى: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" (طه:82).
في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". يقول الطيبي: ليس الحديث تسلية للمنهمكين في الذنوب كما يتوهمه أهل الغرة بالله، فان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إنما بُعثوا ليردعوا الناس عن غشيان الذنوب، بل بيان لعفو الله تعالى وتجاوزه عن المذنبين ليرغبوا في التوبة. | |
|
طيب الفال عضو نشيط
عدد الرسائل : 42
العمر : 43
السٌّمعَة : 0
نقاط : 29878
تاريخ التسجيل : 01/12/2007
| موضوع: رد: الاستغفار أمان من العذاب الأحد يناير 20, 2008 4:44 pm | |
| استغفر الله جزاك الله كل خير سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله | |
|
قمر راكبه همر عضو مجتهد
عدد الرسائل : 115
العمر : 358
المهنه :
السٌّمعَة : 0
نقاط : 29536
تاريخ التسجيل : 17/01/2008
| موضوع: رد: الاستغفار أمان من العذاب الأحد فبراير 10, 2008 1:53 am | |
| شكرا كتير على الموضوع والى الامام | |
|
X-MEN عضو محترف
عدد الرسائل : 343
العمر : 32
مكان الاقامة : https://m-as7ab.yoo7.com
المهنه :
السٌّمعَة : 1
نقاط : 29634
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
| |