لمّــا رأتهــا الكعبـــة العـصمـاءُ * تفـيــض مـن جبـيـنهـا الأضــواءُ
تسـاءلــت مَـن هــذه الحـسنــاء * فـقيـل بشـــرى هـذه الـزهـــراء
تـفـاحــة مـن ســـدرة المنتهـى * تـكـوّنــت مـن السنـــا والبهـــا
ذابت بصلب المصطـفــى فـازدهـى * والتـقـــت الأنــــوار والاشــذاءُ
مـن تـربـة الأرض ومـــاء الجنانْ * تــورّدت فـي وجـهـهـا جنـتـــانْ
لـو كــان انـســان لــه معـنيان * فإنّهـــا الإنـسيـــة الحــــوراءُ
منـابــر الوحــي لاجــدادهـــا * خـــلافـــة الأرض لأولادهـــــا
كــل المعـالـي بعــض أمجـادهـا * ومـن علاهــا ترتـقـي العـليــــاءُ
علمنــا تـأريخـنـــا المــؤلــم * ان الفــــداء والهـــدى تــــوأمُ
وانــــه لا سيـــف إلاّ الــــدم * بغـيــره لا تـنجــلـي الظـلـمــاءُ
فبابها المحــروق بــابُ الصـمــودْ * وبـابـهــا فـي الحشـر بـاب الصعودْ
والكوثر الفيــاض يـأبـى الـــورودْ * إلاّ لـمَـن تـقبــلـه الــزهــــراء
تأريـخهــا الثائــر مـا أعظــمـه * ملـحـمــة للـمــرأة المـسـلـمــه
خديـجـة فـي مطلـــع الملحــمـة * وفـي الختــام زينــب الـحـــوراء
ملحـمــة للـشعـــر والمـنبـــرِ * غـنّــى بهــا اللحــن مـدى الأعصرِ
وآيـة التـطـهيـــر والكـوثـــرِ * وآيــة الـقـربــى لهـــا أصــداءُ
فارقــت الدنـيـا بعـمـر الــورود * وعطــرهــا بــاق بـقـاء الخلــودْ
والشمس لا يدنو إليهـــا الخمــــود * ونـــورهــا شعــت بـه الأرجــاءُ